اساليب التربيه الصحيحه
تعتبر عبارة "لا تقلق سوف أربيه" هي الرد التلقائي الأول الذي تجده على لسان
الكثيرين من الآباء حين تصلهم شكوى من أبنائهم، وعليك حينها أن تفهم
بالضرورة أنه سوف يضربه!، وكثيرة هي العبارات التي نستخدمها في حديثنا
اليومي تجعل من العقاب مرادفا للتربية، فماذا يعني هذا؟.
ببساطة حدثت عدة اختزالات؛ فقد اختزلت التربية في العقاب واختزال العقاب
في الضرب؛ فهل هذا هو الحال أم أن عملية التربية تعني شيئا آخر؟.
التأديب.. معناه واتجاهاته
يعرف التأديب على أنه تدخل من الكبار (الوالدين، الإخوة الأكبر، المدرسين،
المرشدين الدينين،... إلخ) لتعديل سلوك الطفل. واتجاهات المربين متباينة
نحو عملية التأديب، منها:
التساهل: حيث يميل المربي إلى أن ينشأ الطفل في مناخ حر تماما يفعل ما
يريد بشكل تلقائي، ويتعلم من الحياة نفسها دون تدخل مباشر من الكبار.
وغالبا ما يكون ذلك رد فعل لتربية قاسية عانى منها المربي؛ لذلك فهو يفعل
عكسها، والمشكلة في هذا النوع من التربية أن الطفل ينشأ وليس لديه إحساس
بالحدود والضوابط والالتزامات، فيعاني كثيرا حين يكبر.
الضبط الصارم: وهو عكس الأسلوب السابق؛ حيث تكون هنا القواعد واضحة
وشديدة، وعلى الطفل أن يلتزم بها طول الوقت. وعيب هذه الطريقة أنها تلغي
تلقائية الطفل وحرية تفكيره.
التقلب: وهنا ترتبط الأساليب التربوية بالحالة المزاجية للمربي (أو
المربية)؛ فمثلا إذا كان الأب في حالة سرور وسعادة فإنه يتعامل بلطف وحنان
مع تصرفات الطفل... أما إذا كان متوترا أو حزينا فإنه ربما يصفع الطفل على
وجهه بشدة على سلوك كان يضحك له في وقت آخر. وهذا النوع أخطر من سابقيه؛
لأنه يدع الطفل في حيرة شديدة ويهز الثوابت لديه.
التربية المتوازنة: وهي التي تعطي فرصة لتلقائية الطفل، وفي ذات الوقت
تزوده بمعرفة اتباع الضوابط الاجتماعية، وتعطيه الحرية وتعلمه احترام حرية
الآخرين واحتياجاتهم، وتهتم باحتياجاته الجسمية والنفسية والاجتماعية
والروحية في ذات الوقت.
قواعد التربية المتوازنة
والتربية المتوازنة هي التربية الصحية، ولها قواعدها الأساسية، وهي:
الثبات والاتساق: يشجع فيها المربي على الصدق والأمانة
مثلا في كل الأوقات وفي كل المواقف، وفي نفس الوقت يلتزم هو نفسه بهما
كسلوك، فلا تناقضات ولا تقلبات.
الفهم: يجب أن يفهم الطفل بشكل بسيط لماذا يرفض أبوه أن يأخذه معه إلى
العمل، وأن تفهم الطفلة لماذا لا تشتري لها أمها هذه اللعبة الآن.
الانتقال التدريجي من مبدأ اللذة إلى مبدأ الواقع: علينا أن ندرك أن الطفل
يعيش على مبدأ اللذة "أريد ما أحبه الآن بصرف النظر عن أى شيء"، والكبار
يعيشون على مبدأ الواقع (غالبا)، وعملية التأديب هنا تأخذ الطفل من مبدأ
اللذة إلى مبدأ الواقع بالتدريج وبصبر جميل، أي إنه يتوجب على المربي أن
يجعل رحلة الطفل من عالمه الخاص إلى عالم الكبار رحلة ممتعة.